القاهرة المعاصرة

مقدمة

 

تتربع القاهرة على عرش أكبر مدن مصر والعالم العربي على حدّ سواء، إذ يفوق عدد سكانها اثني عشر مليون نسمة. تقع المدينة في شمال البلاد عند الطرف الجنوبي من دلتا النيل، وتمتدّ في الاتجاهات جميعها حول مركزها الأساسي لتطال ضفتي نهر النيل والمناطق الزراعية وحتى الصحراوية.
 
شهد تاريخ القاهرة في القرنين التاسع عشر والعشرين تغيراً في وضعها الإداريّ بصورة أساسية. فتحولتْ من مركز ولاية مصر في عهد الإمبراطورية العثمانية إلى عاصمة دولة مصر الجديدة والمستقلة. عرفتْ المدينة خلال هذين القرنين فترة جمود مطوّلة، وفي مطلع السبعينيات من القرن التاسع عشر دخلتْ حقبةً تنموية لا سابق لها نتيجة الإرادة السياسية الصارمة. ومهدتْ الطريق أمام أولى معالم القاهرة المعاصرة مع تشييد المباني وتنظيم الأحياء الجديدة واعتماد الهندسة المعمارية. وبعد بضعة أعوام، جمّد الوضع المالي في مصر النمو المدني، وتباطأتْ فترة تحسين البلاد واستمرّتْ حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. وفي العشرينيات والخمسينيات من القرن المنصرم، استهلّت القاهرة انطلاقةً جديدة نجمتْ عن تضافر العوامل السياسية والنزوح. فارتفع عدد سكان الأرياف بفضل الإنجازات الصحية، ثم انتقلوا نحو المدن الكبرى ولا سيّما العاصمة. وبعد الاستقلال ورحيل القوات الإنجليزية في العام 1952 وحتى نهاية السبعينيات من القرن المنصرم، أضحتْ القاهرة مدينة الفائض في المجالات جميعها فشهدتْ أعمال الصيانة طفرةً في حين تراجعتْ التجهيزات المدنية. بدأتْ حركة النزوح بالتباطؤ في مطلع الثمانينيات من القرن المنصرم، ما سمح للقيّمين على المدينة بإجراء أعمال الصيانة اللازمة. فاندرجتْ الأعوام العشرين الأخيرة من القرن المنصرم تحت راية التعويض عبر توفير التجهيزات والخدمات العامة.
 

امتاز تاريخ المدينة في هذين القرنين أيضاً بالانزلاق التدريجي للمركز. فتمتدّ المدينة اليوم على مساحات صحراوية وأخرى زراعية على بُعد ثلاثين كيلومتراً من الوسط التاريخي. ويتوزع الوسط على أقطاب متعددة أيضاً، إلا أنّ ذلك لم يؤدي إلى إخلاء السكان لأقدم المراكز في المدينة العريقة وفي الأحياء المشيّدة في نهاية القرن التاسع عشر.

مقدمة

I انطلاقة صعبة 1800-1868

II التمدين المتسارع 1868-1875

III التباطؤ والتحسين 1875-1918

IV حقبة النموّ 1918-1950

V حقبة الفائض السكاني 1950-1980

VI حقبة التعويض 1980-2000

قائمة المراجع

ملخص

تتربع القاهرة على عرش أكبر مدن مصر والعالم العربي على حدّ سواء، إذ يفوق عدد سكانها اثني عشر مليون نسمة. تقع المدينة في شمال البلاد عند الطرف الجنوبي من دلتا النيل، وتمتدّ في الاتجاهات جميعها حول مركزها الأساسي لتطال ضفتي نهر النيل والمناطق الزراعية وحتى الصحراوية. ...

كاتب

ARNAUD Jean-Luc
مدير(مأطر) بحث، CNRS, TELEMME, MMSH