حرف النساء اليدوية في جنوب المتوسط وسيلةٌ للتنشئة الاجتماعية

مقدمة

تسهم الحرف اليدوية مساهمة كبيرة في ثروة المنطقة، ليس من الجانب الاقتصادي والسياحي فحسب، بل على المستوى الاجتماعي أيضاً في عدد من البلدان الواقعة على سواحل المتوسط،. فمن المستحيل أن يزور المرء أي بلد عربي بدون أن يلحظ مؤسسات نسائية بامتياز توفّق من خلال إنتاجها بين أوجه تنظيم المشاريع كافة في سياق اجتماعي معيّن. وتعكس هذه الحرف اليدوية ذات الطابع الزخرفي أو التقليدي أو الحديث تقاليد المنطقة بقوة عبر التاريخ، ناهيك عن أنّها تشكّل عنصر عمل وتنشئة اجتماعية للنساء، ذلك أنها تستقي قيمتها من دور الثقافة البارز ومكملات الحضارة وموادها.
من الأب إلى الابن، ومن الأم إلى الابنة، حافظت المجتمعات المحلية على الحرف اليدوية في داخل الأسرة الواحدة كجزء من تراث ثقافي تتوارثه الأجيال. ويفسّر تعدّد الاحتياجات البشرية وأهميتها تنوع الكثير من أشكال الحرف اليدوية التي تزخر بها منطقة جنوب المتوسط ووفرتها. هذا وتجد المرأة في الأشغال اليدوية، من التطريز إلى الخزف وحياكة السجاد إلى صناعة العطور، ولا سيما في العالم العربي، فرصة مناسبة لتعزيز جانبها الأنثوي الخاص ومكانتها في عالم غالباً ما يستأثر فيه الرّجل على مجالات العمل. وينطبق هذا الواقع على وجه الخصوص في المناطق حيث تسعى الجمعيات إلى الإضاءة على قضية تحرر المرأة كي تحظى باهتمام رسمي وعام، ولا سيما في ظلّ القيود الكثيرة التي تعيق هوية المرأة في السياق الاجتماعي.
 
بفضل التطور التاريخي والسياسي ودعم المجتمع المحلي، غدت المرأة قادرة في أيامنا هذه على المشاركة أكثر من أي وقت مضى في إدارة مشاريع كثيرة تصب في إنشاء جمعيات وتعاونيات تستحق الاهتمام وتبذل المستحيل للمضي قدمًا بقضية تحرر المرأة ليس في السياق الاجتماعي والعلائقي فحسب، بل في السياق الإنتاجي أيضًا. وتؤدّي المرأة في بلدان كثيرة مثل الأردن والمغرب وتونس ومصر دوراً حيوياً في تعزيز مجتمعها المحلي، فشكّلت قدوة ومثالاً يحتذى به لأشخاص ما زالوا يمارسون التمييز على أساس الجنس في محيط العمل.
 
إضافةً إلى ذلك، ينبغي ألا يُنظر إلى الحرف اليدوية على أنها فرصة أمام المرأة لبلوغ الخلاص الاجتماعي، بل فرصة للتعرف إلى وقائع أكثر أهمية واكتشاف منتجات جديدة من شأنها توسيع الأفكار والمشاريع. وخير مثال على ذلك حلقات العمل الوطنية والدولية الكثيرة التي تدعو إليها المنظمات المختلفة لترويج المنتجات المحلية. وتعدّ هذه المناسبات وسيلة لتضييق الفجوة بين الوقائع المتباعدة بغية إنتاج حرف يدوية ممتازة ترفع كفاءة النساء المهنية وتعطي دفعاً لاستحداث أنواع جديدة من التعاون والتنشئة الاجتماعية، فترتدي هوية المرأة عندئذ حلّة جديدة تجعلها مركز القرار وتضعها في سياق إنتاجي مختلف ومبتكر أيضاً.

مقدمة

واقع المرأة في سوق العمل

حرف النساء اليدوية بين التراث و...

من الاجتماعي إلى الافتراضي

الخاتمة

المراجع:

ملخص

تسهم الحرف اليدوية مساهمة كبيرة في ثروة المنطقة، ليس من الجانب الاقتصادي والسياحي فحسب، بل على المستوى الاجتماعي أيضاً في عدد من البلدان الواقعة على سواحل المتوسط،. فمن المستحيل أن يزور المرء أي بلد عربي بدون أن يلحظ مؤسسات نسائية بامتياز توفّق من خلال إنتاجها بين أوجه تنظيم المشاريع كافة في سياق اجتماعي معيّن. وتعكس هذه الحرف اليدوية ذات الطابع الزخرفي أو التقليدي أو الحديث تقاليد المنطقة بقوة عبر التاريخ، ناهيك عن أنّها تشكّل عنصر عمل وتنشئة اجتماعية للنساء، ذلك أنها تستقي قيمتها من دور الثقافة البارز ومكملات الحضارة وموادها...

كاتب

GRAZIANA Coco
استاذ اللغة الانجليزية، مروجة ثقافي، صحفية Global Vision / ilmediterraneo.it