اليهود في الإسلام المتوسطي: الذاكرة في مرآة الأحداث الحالية 1950-2012

مقدمة

يواكب الأرشيف السمعي البصري الذي تحفظه تلفزيونات المتوسط حول اليهودية في الإسلام المتوسطي، الصراعَ الاسرائيلي الفلسطيني والهجرات الكبيرة ما بعد الاستعمار التي طبعت زوال الوجود اليهودي في العالم العربي الإسلامي.ولا يقدّم الأرشيف صوراً للمشاهدة على قدر ما ينسج إيحاءات لعالم اختفى لا يحضر إلاّ عبر كلمات الشهود أو المؤرّخين أو صور الأرشيف.
 
وفي هذه الأفلام، ترتبط النّظرة إلى اليهودية أيّما ارتباط بهذا السياق. لهذا السبب احترم العرض الحالي التّسلسل الزمني الخاصّ بنشر الأرشيف. وتتحدّد النّظرة هذه أيضاً في أصل التلفزيونات الجغرافي والسياسي اذ تعرض تقارير متعلّقة باليهودية أو العلاقات الإسلامية اليهودية، ولا تبقى هذه النظرة في منأى عن المرآة الإيديولوجية ولا حتى أحياناً عن القوالب المنمّطة الملتصقة بصور اليهود طوال الحقبة الاستعمارية والفترة اللّاحقة.
يتناول القسم الأوّل "تمثال الملح" مستندات تعود للأعوام الممتدة بين 1952 و1989. وقد أنتج التلفزيون الفرنسي هذه الأفلام برمّتها في ذروة الهجرة، وأنهى إعداد مجملها في العام 1975. تعالج هذه الأفلام مآسي الانفصال والأمل، مآسٍ تحتملها النفس على المدى الطويل لأنّها تترقب عودة أبدية. وتتّخذ هجرات ما بعد الاستعمار مفهوماً واحداً ضمنياً لأنّها تخضع للمنظور الفرنسي الذي كان مع اسرائيل وأميركا الشمالية وأميركا الجنوبية، مع العلم أنّ فرنسا كانت إحدى وجهات الهجرة المفضّلة. ويستعير هذا القسم عنوانه من رواية جميلة للمؤلّف ألبرت ميمي Albert Memmi، وعلى غرارها، يروي الانتقال من عالم قديم إلى عالم معاصر حيث تذوب الهوّيات أو تختفي على الأرجح.
 
ويقدّم القسم الثاني بعنوان " إعادة تجربة الأندلس باستمرار" مستندات مرتبطة إلى "لحظة العام 1992"، فتستعيد في الوقت عينه مشهد طرد اليهود التذكاري في العام 1492، بين مؤتمر مدريد واتّفاقية أوسلو، هذه اللّحظة حيث يفضي الأمل في سلام ينعم به الشرق الأدنى إلى العودة بصورة واضحة إلى هذا التاريخ على أمل تخطيه. ويعتبر العقد هذا الذي افتتحه معرض أشبيلية Séville العالمي أيضاً العصر الذهبي للأسطورة الأندلسية. فتنقل تقارير أعّدتها التلفزيونات المغربية والأردنية والكاتالونية والفرنسية نظرتها إلى التاريخ، كلّ من منظورها الخاصّ.
 
ويستعرض القسم الثالث "بين الذكريات والمنفى والتراث" مستندات تمتد من العام 2004 إلى العام 2012. وترتكز على الرهانات التراثية التي تستشفّ بسرعة من خلالها خلافات الانتقال والنّزاعات حول العويات والسياسات. ولا بدّ من قراءة نظرة التلفزيونات المغربية والأردنية والفلسطينية إلى اليهودية من منظور فشل "مسار السلام" والمنافسات السياسية فتبدو الوريثة الشرعية الوحيد للعصور الذهبية التي ولّى زمنها.
 

مقدمة

1. تمثال الملح 1952-1989

2. " إعادة تجربة الأندلس باستمر...

3. بين الذكريات والمنفى والتراث...

خاتمة

المراجع

ملخص

يواكب الأرشيف السمعي البصري الذي تحفظه تلفزيونات المتوسط حول اليهودية في الإسلام المتوسطي، الصراعَ الاسرائيلي الفلسطيني والهجرات الكبيرة ما بعد الاستعمار التي طبعت زوال الوجود اليهودي في العالم العربي الإسلامي. ولا يقدّم الأرشيف صوراً للمشاهدة على قدر ما ينسج إيحاءات لعالم اختفى لا يحضر إلاّ عبر كلمات الشهود أو المؤرّخين أو صور الأرشيف. وفي هذه الأفلام، ترتبط النّظرة إلى اليهودية أيّما ارتباط بهذا السياق. لهذا السبب احترم العرض الحالي التّسلسل الزمني الخاصّ بنشر الأرشيف. وتتحدّد النّظرة هذه أيضاً في أصل التلفزيونات الجغرافي والسياسي اذ تعرض تقارير متعلّقة باليهودية أو العلاقات الإسلامية اليهودية، ولا تبقى هذه النظرة في منأى عن المرآة الإيديولوجية ولا حتى أحياناً عن القوالب المنمّطة الملتصقة بصور اليهود طوال الحقبة الاستعمارية والفترة اللّاحقة...

كاتب

Abecassis Frédéric
أستاذ جامعي مختص في التاريخ المعاصر LAHARAS, ليون ENS