المدن المتوسطية و التنمية المستدامة

المقدمة

" يعتبر المتوسط كناية عن مجموعة من الطرق البرية والبحرية، مرتبطة فيما بينها، تتعانق مدنه بأحجامها الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، في حين أصبحت الطرقات فيها بمثابة نظامَ مرور."
 
هذه الأقوال مقتبسة عن "فرناند فروديل" Fernand Braudel، مؤرخٌ من القرن العشرين وخبير في شؤون المتوسط، والذي يعتبر أنّ مدن المتوسط هي نقاطٌ متمركزة على الخريطة تغذي عملية التنقل. ويشير إلى هذه النقاط على كونها
"مكان _ وحركة"، إذ أنّ تنظيم الحياة الإجتماعية في إطار المدينة، ينبض ما بين التنقل والديمومة.
 
تُعتبر المدينة والمتوسط "أشياء جغرافية" متلازمة فيما بينها. فالأحداث التاريخية في هذه المنطقة قد أدّت دوراً حيوياً في مجال الاستيطان الحضري والمُدني، حتى قبل أن تكون الولايات والأمبراطوريات والأمم اللاعب الرئيس لقرون عديدة. فمن مدينة بوليس اليونانية Greek Polis وصولاً إلى شواطئ شمالي أفريقيا ووادي النيل، لطالما كانت المدينة مرآة تعكس التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
 
ولطالما كان للظروف الجغرافية تأثيراً كبيراً على النمو والتنمية في المدن المتوسطية. وقد دفعت الهضاب الساحلية الضيقية المُطلة على الجبل أو الصحراء، بالتنمية الحضرية باتجاه السواحل، باستثناء التنمية في المناطق البرية.
 
ومن الواضح أنّ عملية التمدن قد اتخذت اتجاهات عدّة: فقد شهدت المدن الأوروبية نمواً قبل غيرها، ترافق مع نهضة صناعية دفعت باقتصاد الضواحي باتجاه المراكز الحضرية. وحتى يومنا هذا، ما زال سكان المدن المقيمون في المناطق الغربية يمرون بمرحلة "كساد".
 
أما التنمية في المدن الأفريقية والآسيوية في منطقة المتوسط، فقد مرت بمرحلة قاتمة تمثلت بغياب التنظيم، في حين أنّ مناطق البلقان قد شهدت سنوات من التخطيط المدني، ممّا دفع بالسكان إلى النزوح باتجاه العواصم.
 
وهناك عامل مشترك يسود في جميع أنحاء حوض المتوسط يتمثل بارتفاع نسبة التمدن باتجاه القرى الساحلية وعواصم المدن. ومن المتوقع أنه في حلول عام 2030، سوف يعيش أكثر من 70% من سكان المتوسط في المناطق الحضرية وذلك على حساب المناطق الريفية والداخلية.
 
  المتوسط، بحر المدن
 

المقدمة

المتوسط وروح المدينة

مدن المتوسط: المدن الإسلامية وا...

مدن تتمتع بشواطئ وموانئ: مناطق ...

التنمية الحضرية والتنمية المستد...

الخاتمة

المراجع

ملخص

" يعتبر المتوسط كناية عن مجموعة من الطرق البرية والبحرية، مرتبطة فيما بينها، تتعانق مدنه بأحجامها الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، في حين أصبحت الطرقات فيها بمثابة نظامَ مرور." هذه الأقوال مقتبسة عن "فرناند فروديل" Fernand Braudel، مؤرخٌ من القرن العشرين وخبير في شؤون المتوسط، والذي يعتبر أنّ مدن المتوسط هي نقاطٌ متمركزة على الخريطة تغذي عملية التنقل. ويشير إلى هذه النقاط على كونها "مكان _ وحركة"، إذ أنّ تنظيم الحياة الإجتماعية في إطار المدينة، ينبض ما بين التنقل والديمومة. تُعتبر المدينة والمتوسط "أشياء جغرافية" متلازمة فيما بينها. فالأحداث التاريخية في هذه المنطقة قد أدّت دوراً حيوياً في مجال الاستيطان الحضري والمُدني، حتى قبل أن تكون الولايات والأمبراطوريات والأمم اللاعب الرئيس لقرون عديدة. فمن مدينة بوليس اليونانية Greek Polis وصولاً إلى شواطئ شمالي أفريقيا ووادي ...

كاتب

ALTERIO Tiziana
/ Global Vision - صحفي ilmediterraneo.it