معهد العالم العربي

مقدّمة

ترقى بذور المشروع الهادف إلى إنشاء معهد متمحور حول الثقافة والحضارة العربية الإسلامية إلى الثمانينيات من القرن المنصرم، إلى عهد الرئيس فاليري جيسكار ديستان Valéry Giscard d'Estaing. تمّ طرح الفكرة هذه للمرة الأولى العام 1974. ومن خلال الرغبة في نشر الثقافة تتجلى ضمناً نية رئيس الجمهورية في تحسين العلاقات التي تربط فرنسا في العالم العربي الإسلامي.
 
وفي الحقيقة، ألقت الصراعات والحروب المتعدّدة المرتبطة بالتحرّر من الاستعمار والتدخل في كلّ من السويس ولبنان بالإضافة إلى دعم فرنسا للدولة العبرية بظلالها على العلاقات الديبلوماسية الفرنسية-العربية في خلال العقود السابقة. منذ نهاية السبعينيات من القرن المنصرم بدت ملحّةً الحاجةُ إلى نسج علاقات جديدة متعدّدة الأطراف. وهكذا، بعد تشاور الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية (جامعة الدول العربية هي منظمة إقليمية تتمتّع بصفة مراقب لدى منظمة الأمم المتحدة) تقرّر تنفيذ المشروع على أن تعتبر كلّ دولة في هذه الجامعة عضواً إدارياً مشارِكاً في مجلس إدارة المعهد.
 
وفي العام 1981، فاز فرانسوا ميتران François Mitterrand بالانتخابات الرئاسية فورِث هذا المشروع وسعى جاهداً لينفّذه. وتمّ اختيار المهندس المعماريجان نوفيل Jean Nouvel ليتسلّم زمام المشروع فيصبح المعهدُ حقيقةً،  فابتكر بناءً غير عادي، اعتُبر فريداً من نوعه. واستوحى فكرته من مبدأ المشربية الشرقية، فصمّم مع فريق عمله 240 لوحة متحرّكةً تغطّي الهيكلية برمّتها وتنسّق درجتَي السطوع والحرارة في المعهد.
 
وفي العام 1987 افتتح الرئيس فرانسوا ميتران معهد العالم العربي كما هو مبيّن في المقتطف أدناه:
 
 
يقع المعهد العربي في الدائرة الإدارية الخامسة في أقدم أحياء العاصمة الفرنسية، وسط ساحة محمد الخامس (التي تيحمل اسم ملك المغرب الراحل) والجامع الكبير في باريس، ويواجه في الوقت عينه نهر السين. رغبت السلطات الفرنسية بإضفاء طابع شرقي على هذا القطعة الفنية الصغيرة المتمركزة في الدائرة الخامسة كتجسيد للشراكة العربية الفرنسية، فجاء معهد العالم العربي رمزاً حياً لذلك.
 
رزح المعهد تحت وطأة تدهور العلاقات الدولية عند نشوب أيّ نزاع بين الدول المؤسسة أو عانى بدرجة أقلّ جرّاء التوترات الدبلوماسية نظراً لنظام المعهد وإدارته التي تتشارك فيها الدول المؤسسة. ولكنْ، استطاع أخيراً أنّ يجد دربه الخاصّ وأن يشقّ طريقه بين تعرّجات الدبلوماسية الدولية.
 
من هنا، يبدو مثيراً للاهتمام الاطّلاعُ على المهام المتنوّعة التي وضعها معهد العالم العربي نصب عينيه مسترشداً بالتّوجهات المختارة منذ نشأته منذ 35 عاماً حيث امتزجت الثقافة أحياناً بالسياسة.
 
سنركّز أولاً اهتمامنا على الأنشطة المرتبطة بعلم المتاحف من خلال مجموعات دائمة معروضة في معهد العالم العربي، لننتقل ثانياً إلى الأنشطة الثقافية المعاصرة عبر معارض مؤقتة. وأخيراً سنُظهِر بعداً آخر يتّسم به المعهد الذي يشكّل فضاءً تفاعلياً بين الأنشطة الوقائعية. 
 

مقدّمة

1) تاريخ ومجموعات دائمة: التعري...

2) الأنشطة الثقافية المعاصرة: م...

3) أنشطة وقائعية: فضاء تفاعليّ

المراجع

ملخص

ترقى بذور المشروع الهادف إلى إنشاء معهد متمحور حول الثقافة والحضارة العربية الإسلامية إلى الثمانينيات من القرن المنصرم، إلى عهد الرئيس فاليري جيسكار ديستان Valéry Giscard d'Estaing. تمّ طرح الفكرة هذه للمرة الأولى العام 1974. ومن خلال الرغبة في نشر الثقافة تتجلى ضمناً نية رئيس الجمهورية في تحسين العلاقات التي تربط فرنسا في العالم العربي الإسلامي...

كاتب

كميسيك باتريك
ماجستير في الدراسات الأوروبية - جامعة إكس-مرسيليا

بيرليمونت إيلان
ماجستير في الدراسات الأوروبية - جامعة إكس-مرسيليا