- (Silence)

- وفيها يعيب على الأتراك افتتانهم بمشروب القهوة،

- وإذا كانت هذه الإشارة تدل على عدم استساغة الجهات الرسمية للمشروب الجديد،

- فإن الإشارات الأخرى التي تواترت فيما بعد تدل على بداية انتشار القهوة في المغرب،

- على الأقل داخل البلاط العلوي، فبالعثات الدبلوماسية الأوروبية والتركية التي كانت تصل إلى بلادنا،

- كانت تأتي محملة بأكياس للقهوة وأتقما لإعدادها.

- كان الحجيج المغربي بركبه المتنوع القادم من الديار المقدسة وسيلة المغاربة لاكتشاف المشروب الجديد،

- ولا شك أن مرور ركب الحاج المغربي الفاسي على الخصوص بالقاهرة،

- كان من أبرز نتائجه تذوق المغاربة للبن، وتعرفهم على عرائد وطقوس تحضيره

- التي كان المغاربة لا يعرفون لها سبيلا، وهكذا ساهمت الرحلات الحجازية بظهور هذا المنتوج.

- من أشهر الذين تطرقوا لموضوع القهوة في مصنفاتهم إمام المترحلين في عصره "أبو سالم العياشي"،

- وقد ترك لنا في رحلته الموسومة بماء الموائد أوصافا للمقاهي التي مر بها في مسالك رحلته،

- وظروف انتشار القهوة في الحجاز على يد الطرق الصوفية

- وموقف علماء العصر من شرب القهوة إباحة وتحريما.

- ويعد "أبو سالم العياشي" دفين الزاوية العياشية بالأطلس الكبير

- الأوسط وشيخ الرحالين المغاربة النموذج الأمثل لهاؤلاء.

- القهوة هو قدمها تقديما واقعيا، حيث قال أنها ليست طعاما وليست شرابا وليست دواء،

- ولكنها شيئا آخر ابتكره وكان سببا في ظهوره بعض علماء التصوف.

- والجدير بالذكر أن شيخنا هذا عرف هذا المشروب في رحاب القاهرة

- المعزية بحي الحريق قرب الجامع الأزهر الشريف،

- حيث لاحظ أن أهل مصر يقدمونها لضيوفهم دليلا على كرم الضيافة.

- كان حديثه حقيقة جميلا جدا، وربما كان يبلغ رسالة لإخوانه في المغرب،

- ربما كان يقصد إلى أنه لا ينبغي للمغاربة أن يرهقوا أنفسهم في تكليم الضيف.

- كانت رحلة "أبي سالم العياشي" أثناء عودته من المشرق شاقة ومتعبة،

- وعبرت مناطق عديدة مرت فيها بشبه الجزيرة العربية ومصر

- وطرابلس الغرب والصحراء الليبية وصولا إلى سجن ماسة وفاس،

- انتشرت القهوة بمدينة فاس أول معرفة أهل المغرب بها واكنت عدوة القرويين

- وبعض أحيائها ودروبها المكان الذي أشارت إليه كتب التراجم باعتباره مجالا لانتشار القهوة

- التي ذاع صيتها وسط الحرفيين، ثم تنظيمتهم الصوفية المرتبطة بالزوايا والطرق،

- حيث كان هاؤلاء ليلا لاحتساء كؤوسها أثناء حلقات الذكر والهيبة.

- الله الله الله أمولانا أمولانا يا الحنين أيا ربي يا كافينا