- (Silence)

- لقد رأيت الإشارة وسمعت الكلم وتلقيت إرادة الشعب القائد.

- كما عبر عنها في نتيجة الإستفتاء على رئاسة الجمهورية يوم أمس.

- وسأقف بعون الله ومشيئته حيث طلب إلي أن أقف،

- فإني أشعر بتفان غير محدود، لجماهير شعبنا العظيمة المناضلة، التي تمنحني في كل يوم رضاها ما يفوق طاقتي على الوفاء.

- ولست أملك غير عملي وحياتي وأقول مخلصاً أن عطاء الأمة أغلى من حياة وعمل أي فرد، مهما صدق وتفانى.

- وإنه ليريحني إدراكي لحقيقة أن الشعب منح وأعطى لهدفي ولعملي ولمسؤليتي.

- فلقد كانت تحديات المرحلة المقبلة في النضال الوطني هي في واقع الأمر موضوع الإستفتاء ومضمونه.

- ولقد كان حرصي كله قبل الإستفتاء على أن تكون الحقيقة في كمالها وجلالها أمام الجماهير بأقصى ما يمكن من الصفاء والوضوح.

- إن المرحلة القديمة هي المرحلة الحاسمة لأنها التثبيت النهائي لكل مابدأناه،

- والتدعيم القوي لكل الخطط المحققة لآمال أجيال كافحت وأضحت لتكون الحرية القادرة على بناء التقدم، والقادرة على حماية السلام.

- هي مرحلة بناء الصناعات الثقيلة، قاعدة للتحول والبناء الإشتراكي،

- هي مرحلة الرد والردع لأخطر العدوان الإستعماري والصهيوني على إختلاف وسائل العدوان.

- هي مرحلة التمكين للحتمية التاريخية، لوحدة العربية، لتؤدي دورها خلاقاً وتقدمياً.

- أيها الإخوة المواطنون، إن الإشارة والكلمة والإرادة الشعبية التي اظهرتها نتيجة الإستفتاء ، كانت لهذا كله ولأجله،

- وإذ كنت أسائل نفسي أحياناً، ألا يتحمل هذا الجيل أمانةً لم يتحملها جيل من قبل،

- فلقد كانت حركة النظام اليومي للجماهير تؤكد لي في كل لحظة أن هذا الجيل هو الذي إختار قدره بالثورة،

- وهو الذي رقم لنفسه الطريق وحدد الهدف، كانت الآمل طموحة وكان طموحها هو نفسه مسافة الوصول إليها، وهو نفسه سبب التعرض الطويل للأخطار.

- لكن هذا الجيل عقد عظمة منذ صنع الثورة على أنه لابد من اللحاق بالأحلام التائهة، ولابد من الوصول إلى مستوى التقدم المقبول، عالمياً بل وإنسانياً.

- ولقد كانت نتيجة الإستفتاء تأكيداً جديداً على ذلك كله، امامنا وأمام الأمة العربية وأمام الأصدقاء والأعداء على حد سواء.

- امامنا وأمام الأمة العربية كانت نتيجة الإستفتاء عهداً ووعداً، بألإستمرار في الآداء المسؤول والخلاق لدور الطليعة والقاعدة لأمة عربية واحدة،

- تعيش و تباهي بألحق وبالخير لمكانها الطبيعي والشرعي تحت الشمس وأمام الأصدقاء.

- فإن نتيجة الإستفتاء كانت رسالة أخوة وتضامن لأننا حيث كنا دائماً وحيث سنكون أبداً، أنصاراً للحرية ودعاة للسلام، وحملةً لرسالة التقدم.

- وأمام الأعداء فإن دلالة نتيجة الإستفتاء لا تخفى على أحد، دلالتها الأولى والأخيرة امامهم، أن هذا الشعب لا يتردد ولا يخاف،

- وأنه على إستعداد لقبول التحدي، في أي ميدان يفرض عليه فيه القتال، دفاعاً عن وطنيته وقوميته،

- دفاعاً عن قيمه الروحية والحضارية .

- أيها الإخوة المواطنون، أريدكم أن تعرفوا في نفس الوقت، معنى هذه النتيجة التي اسفر عنها الإستفتاء بالنسبة لي،

- واني لأرجوكم عذراً في هذا الحديث عن النفس، إن هذه النتيجة تضع على كتفي أمانةً كبيرة وغالية،

- وإن كنت أشعر أن ثقتكم سند وعضد، فإني أريد أمانة ومكاشفة، أن اطلب اليكم أن لا تكون هذه النتيجة تفويضاً مطلقاً لي.

- أريدكم معي في كل يوم ، بل أكثر من ذلك، أقول لكم انني في حاجة اليكم معي في كل يوم.

- إن طبيعة المرحلة القديمة واملها ومخاطرها تفرضه ذلك، كذلك تفرضه الضمانات

- التي يجب أن نقدمها للدوام وألإستمرار خصوصاً وأبعد العمل الوطني تتسع.

- كذلك فإن بعض مهام المرحلة الجديدة تقتضي تغييرات ثورية داخل البشر، تتلاءم مع التغييرات الضخمة التي حدثت في مواقع القوى داخل المجتمع.

- وانما هي ثورة بعدها، في تعزيز الديمقراطية

- وتحقيق أكبر قدر ممكن من كفاءة الإنتاج والخدمات تحت الإدارة والرقابة الشعبية.

- لذلك أريدكم جميعاً وبغير إستثناء معي، احتاج فكركم، مع فكري وضمائركم مع ضميري وأيديكم مع يدي.

- ويا وطن الحرية والأحرار حلمت دائماً وضالتك إلى الأبد رايات العزة والعدل والتقدم

- والسلام عليكم ورحمة الله.