منذ 1988م حين حصل على جائزة نوبل للاداب (مضمون نص الارشيف " نجيب محفوظ –اورو 00672) الى وفاته عن سن 94 سنة اعتبر نجيب محفوظ في اعين ملايين القراء العرب والاجانب بمثابة التشخيص الابدي للقيم الاساسية للحضارة والتسامح والتي تتجدر في التاريخ وكونية الرسالة التي يحملها للثقافات والأمم الاخرى .في هذا الاستجواب الذي ح صبه التلفزة الفرنسية سنة 1997م تقمص الروائي الكبير دور السفير الابدي لمصر " ام الدنيا" وكانت اجوبته لاسئلة لور ادلرتوافقية كحقائق غير قابلة للتغيير.

 

في سنوات التسعينات كانت تلك الصورة المطوية الزوايا والتي واجهت فيها الانظمة الاتجاهات الاكثر تطرفا في المعارضات الاسلامية : وكان يوم 17 نونبر سنة 1997م كانت الاكثر دموية حيث قتل 62 سائح اجنبي قرب معبد حتشبسوت بالاقصر زكن نجيب محفوظ نفسه ضحية محاولة اغتيال بالسلاح الابيض قبل ذلك يوم 14 اكتوبر 1994م من طرف شابين عملا بفتوة للشيخ عمرعبد الرحمان الشيه الروحي للجماعة الاسلامية ، المجموعة الاسلامية الاكثر تطرفا في مصر.

 

سنة 1989م ووفق فتوى للخميني الذي دعى اي مسلم الى قتل سلمان رشدي صاحب كتاب "ايات شيطانية" قال الشيخ عبد الرحمان الذي يقبح في سجن بامريكا منذ 1995م بحكم مؤبد " سلمان رشدي يجب ان يموت واذا كان نفس الشيء لمحفوظ حين كتب " ابن المدينة" فان ذلك درس لكل من يسيئ للاسلام".

حوار حبي بين لور ومحفوظ توج بذكر العلاقات الخاصة التي تربط مصر و فرنسا .حيث بادرت ف

رنسا لقطع الطريق على انجلترا ( حملة بونابارت في مصر،1798-1801م) والممول الرئيسي لبناء قناة السويس التي تم افتتاحها بحضور نابوليون الثالث سنة 1869م) . انجلترا استدركت بعد ذلك باحتلال مصر (1882-) والتي حافظت على موقع القوة في هاته الفترة (1882-1952) خصوصا المحافظة على العلاقات التقليدية القديمة الفرنسية المصريةوتحت الاحتلال البريطاني كانت النخبة المصرية تلغب دائما الورقة الفرنسية لمراقبة الخائنين .ومن هنا كان التناغم في اجوبة نجيب محفوظ للتعبير عن تلك العلاقة المصرية الفرنسية.

 

وكانت فكرة الاستمرارية عبر التاريخ المصري عبر سلسلة طويلة من هربات ابن القرن " من لاسكندر الى نابوليون" كما قالت لور . تغيير اللغة والذين دون تغيير الهوية التي ترتكز على الاحتلال الألفي لوادي النيل ( نجيب محفوظ).هذه الفكرة على الرغم من طبيعتها بالنسبة الينا فانها جد واضحة .وهي نتيجة للبناء للوطنية المصرية الذي تجاوز المائة سنة والذي يشكل فيه نجيب محفوظ عبر مؤلفاته ورياته النمودج الاكثر اتساقا وتعبيرا وجودة.

 

بيبليوغرافيا

- فلورونس كونتان (دير)، كتاب مصر،المعرفة والوهم، باريس،روبير لافونت( كول بوكان)،2012م