- silence

- البحر الأبيض المتوسط، سيصبح بحراً ميتاً في الخمس عشر سنة المقبلة

- يجمع العلماء أن هذا ما سيحصل إن لم نفعل شيئاً لوقف إنتشار الدمار الذي يتغمده البحر المتوسط

- الذي هو حوض حقيقي تحده اليابسة، وأكثر عرضة من البحار أو المحيطات الأخرى

- إن الصيد في الفترة الراهنة ليس كالصيد في الماضي

- فوجود سرب من سمك السردين اليوم في عرض بحر الباندول أصبح كمعجزة

- أما سمك التونة فقد إختفى تماماً في المتوسط، وقريباً سيكون دور الأنشوفة

- لقد اصطدنا كثيراً بصفة عمياء لإرضاء مطالب شركات التعليب

- و خاصةً من جهة أخرى أصبح البحر قمامات ضخمة للقاذورات الصناعية و للإنسان

- منزوي في جزيرته الأمبييز، دائماً في الإستماع إلى الماء، يطلق ألان بومبار نداء الخطر، نداء آخر

- إذا واصلنا في فعل ما نفعله الآن، بمعنى أن نعتبر البحر المتوسط كقمامة نهائية للمدن الكبيرة، للمصانع الكبيرة، إلخ

- فلا شك أن المتوسط سيصبح بحراً ميتاً

- لأنه هنالك في الوقت نفسه صيد مبالغ فيه وتكاثر مستحيل بسبب تلوث السواحل

- silence

- إن اردتم، إن كان هناك تلوث فوري فهناك خطر فوري

- ومن ثمة هناك تحلل

- نستطيع القول أن هذا الخطر قصير المدى

- لكن لن تستطيعوا التكهن بأثارهذا التلوث على المدى الطويل

- . مثلاً، ماذا سيكون أثر تأثير الترسب في القاع، ماذا سيكون أثر نقله لمسافة ما من المكان الذي رمي فيه

- لدينا أشياء نعرفها اليوم طبعاً، كالتسمم مثلاً

- والهيدركاربونات

- المشكل الأكبر للهيدروكربونات بصرف النظر

- عن أن هذا يمنع الأكسجين في البحر

- أنه كما تعرفون على المدى الطويل يمكن أن يكون مأساة للغلاف الجوي

- هل تعرف أن 80% من أكسجين الهواء يأتي من البحر من جراء تغلغل الضوء في طبقات من العوالق وصولا إلى 200 متر

- هل تعلم أنه كلما تطورت التكنولوجيا، كلما كانت الإحتياجات إلى الأكسجين أكبر

- فمثلاً يبلغ عدد البشر على سطح الأرض 3 مليارات ونصف ويستهلكون طبعاً الأكسجين عن طريق التنفس

- في حين أن السنة الماضية يعني من شهر أوت لسنة 1971 إلى نفس الشهر سنة 1972, قمنا بحساب كمية الأكسجين التي تم استهلاكها فقط عن طريق حرق المواد الهيدروكربونية

- البنزين

- والديزل، الخ

- فوصلنا إلى ما يعادل تنفس 45 مليار من البشر في في السنة

- فريق ألان بومبار ينقب ويحلل في مخبره قاع البحار و يرى بصورة بديهية الخلل الذي تسببه كل أشكال التلوث

- ودون التوازن الطبيعي فالحياة الحيوانية والنباتية هي الضحية الوحيدة

- نستطيع القيام بأشياء كثيرة لكن هذا يتطلب طبعاً تغيير السياسة

- يعني أنه يجب أولاً أن نكون مدركين للخطر

- لكن في الوقت الحاضر، أنظر مثلاً ما يحدث حالياً للكفاح ضد الوحل في إيطاليا

- يصرخ الفرنسيون عالياً، لأن الإيطاليين يلوثون البحر وقد ينتج عن هذا تلوث كورسيكا

- لما كان عندنا في فرنسا في 1963, الوحل الأحمر

- الذين كان مختلفاً وأقل تسمماً بكثير، ومع ذلك فهذا قد هدد الحيوانات والنباتات البحرية

- في كاسيس قريباً من هنا

- والصحافة الفرنسية

- تحدث عن الصحافة لأنها كانت شجاعة

- ويجب القول أن الوسط العلمي الفرنسي لم يقم بالكثير، ولكن الآن يتحركون لأن الأمر يتعلق بإيطاليا

- لا أريد القول أننا قد أخطأنا بالتحرك إذ يتعلق الأمر بإيطاليا

- لكن هذا بالضبط ما لا يجب فعله

- نحن مشتركون مع كل التلوثات التي يتكبدها العالم، الهواء والنهار

- البشر تفرقهم الحدود، البشر تفرقهم السياسة، وتفرقهم الأيديولوجيات، وللأسف أن ألوان البشرة تفرقهم أيضاً

- لكن يجمعهم الهواء والماء

- فالتلوث الذي يحدث في جنوة يصل اليوم إلى عرض بحر سان تروبي

- المشكل كله يتلخص

- في إن سيكون هنالك أناس ذوي نوايا حسنة لا يحركون ساكناً وينتظرون إلى أن يتدهور كل شيء ويفوت الأوان

- أنظر إلى بحيرات الألب، عدا بحيرة آنسي

- لأنه قد تم مكافحة التلوث فيها منذ 20 سنة

- كما أنها البحيرة الوحيدة من بحيرات الألب التي يوجد فيها سمك أكثر من قبل، ورغم أنه يوجد المزيد من الزوار والسياح

- إلا أن كل البحيرات الأخرى قد أصبحت ميتة

- لا ندري كيف سنعيد إليها الحياة

- البحيرات الأمريكية الكبرى قد ماتت

- ولا يجب أن يصبح البحر الأبيض المتوسط البحر الأول الذي يشار إليه ويقال عنه

- هذا هو المثال الذي لا يجب أن نتبعه. واهتموا بالمحيطات أيضاً لأنها محددة بدورها

- قد تم الإجماع على هذا الإستنتاج، الحل يعرفه الجميع، يتعلق الأمر بالسياسة

- ورغم كل شيء يبقى آلان بومبار منطوياً في مخبره المحصن