|
تراث مارسيليا |
عنوان المجموعة
اطلالة على الجنوب
تاريخ البث الأول
1982/01/07
ملخص
تحقيق لدانييل ليشىت عن نوعية وأهمية التراث المبني في مرسيليا بدأت مدينة مرسيليا تقلق على تراثها المعماري والوسائل للحفاظ عليها،على غرار العديد من المدن الأخرى.
الموضوع الرئيسي
تنظيم المدن والحواضر
مواضيع ثانوية
- سياحة ومواقع سياحية / هندسة معمارية
خريطة الاماكن
- فرنسا - جنوب شرقي - مرسيليا
مدة الشريط التقديرية
13m34
السياق
الإرث الثقافي في مرسيليا
مارتين شالفي
مع مساحة تتعدى 22000 هكتار منذ ما بعد الثورة الفرنسية تكون مرسيليا المدينة الأكبر في فرنسا. على هذه المساحة الشاسعة، حيث في بدايات القرن التاسع عشر كانت مرسيليا تشكل مساحة صغيرة، حدث الزحف العمراني الذي اكتسب القرى و الأرياف متّخذا الحجم الحالي لمرسيليا مع الشواهد على هذا التمدد العمراني. إنّ هذه الفرادة العمرانية تتميز بافتقارها للوحدة التي تسترشد منطقا مختلفا، متضاربا و معاصرا.
في حين يقع القلب التاريخي لمرسيليا على الشاطىء الشمالي للميناء، المعروف حاليا بتلة السلة، تمّ مشروع التوسيع في القرن السابع عشر على الضفة الجنوبية بإشراف المهندس المعماري بيار بوجيه، بحيث شكل هذا المشروع المخطّط العمراني الأول و الأكبر في تاريخ مرسيليا. تصطف على جانبي الشوارع المباني البرجوازية بحيث تتناقض مع المخطط العمراني لمرسيليا القديمة العائد للعصور الوسطى.في القرن التاسع عشر شهدت المدينة التحول الجذري تحت تأثير النمو التجاري و الصناعي ما جذب ثروات جديدة إستفاد منها نخبة من التجار و الصناعيّن المتخوفين على أسلوب حياتهم، كما جذب ايضا اليد العاملة. كلّ هذا جعل من عاصمة البروفانس ورشة عمل خلال حوالي قرن من الزمن. بدأ الزحف العمراني أولا نحو الداخل بدلا من نحو البحر. آخذين بالإعتبار مبادئ الصحة العامة، تمّ بناء الطرق الشاسعة للمشات و الشوارع الواسعة شرقا لما بعد ناحية ميلهان (بوليفار لونغشان، بوليفار شاف)؛ كما تمّ البناء جنوبا على محور بوليفار برادو. الى جانب المباني الجميلة و المساكن البرجوازية، تتميز هذه الأحياء بتنوع و مزيج إجتماعي مما أدى الى وجود اشكال موحدة في المباني. كل هذا أدى الى نمط معين في البناء يعرف تحت اسم "البناء المرسيلي" الشهير. مميزات هذا البناء هنّ: واجهة من 7 أمتار، عمق من 15 الى 30 مترا، و عرض من 3 نوافذ. خلال القرن التاسع عشر، تتابعت عملية بناء مبان مرسيليا الشهيرة بالإضافة الى المساكن البرجوازية المحاطة بالحدائق و المستعملة كمنازل ثانوية.
و لكن ديناميات الحضارة ما فتئت ان تدير ظهرها للبحر و للتطور الصناعي. و هذا يبدو جليّاً على التراث العمراني لمدينة مرسيليا. من جهة، تتطلب الحداثة العمرانية أعمال ضخمة للبنية التحتية: بناء محطة سان شارل التي دشنت عام 1848، حفر مرافئ و أرصفة جديدة إبتداءً من عام 1854، حفر الشارع الإمبرطوري (شارع الجمهورية حالياً) في منطصف الإعوام 1860 و هو المحور السكني المحفوف بالأبنية المرسيليّة التقليديّة. من ناحية إخرى، إصبحت مارسيليا المرفأ الأول في فرنسا، بوابة الإمبرطورية الإستعمارية، إكتسبت خلال الإمبرطورية الثانية إرث عمراني مهيب أبرزه قصر البورصة و هو مقر غرفة التجارة، دشن عام 1860. على الرغم من ذلك لم تتمتع مارسيليا بسياسة مدنية متجانسة. الإنفجار في النجيس الصناعي إنعكس على السكن الشعبي الذي قضم تدريجياً الفجوات السكنية. بعض المشاريع الإعمارية التي هي رمزية و معزولة مثل مباني فرنلند بويليون (بدأ البناء عام 1949) أو "المدينة المشعة" لل"كوربوزي" (1945-1952) لم تصمد امام التقدم العشوائي لطرق التواصل و التدهور التدريجي للأحياء المركزية. خلال أعوام 1980 قامت المجالس البلدية المتعاقبة المدركة لهذه المشاكل بتنفيذ خطة شاملة للمدينة. وقد كان تنفيذ هذه الخطة على وجه من النجاح و الفشل؛ وقد حوت على تدخل مدني مثل إعادة تأهيل ال"بانيه" و ال"بيلسونس". كلّ هذا يندرج ضمن سلسلة المشاريع المخهضة منذ بداية القرن التاسع عشر.
بيبليوغرافيا :
Marcel Roncayolo « La croissance urbaine » in Marseille au XIXe siècle. Rêves et triomphes, Musées nationaux, Musées de Marseille, 1991, p. 21-42
Marcel Roncayolo, Les grammaires d’une ville, essai sur la genèse des structures urbaines à Marseille, Paris, éditions de l’EHESS, 1996.
Gaston Rambert, Marseille, La formation d’une grande cité moderne. Étude de géographie urbaine, Marseille, Société anonyme du sémaphore de Marseille, 1934.