- Silence

- "سوف أعلو بكم من نزاعكم في مصر، إلى أرض تجري فيها انهار الحليب والعسل." إنتزع موسى العبريين من أيدي فرعون، انقذهم من الإستعباد ووعدهم بالعودة إلى الأرض الموعودة عن طريق الإنجيل

- هكذا بدأ النزوح الذي قاد شعب إسرائيل، من خلال البحر والصحراء، من ضفاف النيل إلى ضفاف نهر الأردن

- ما إن وصل إلى البحر الأحمر، مد موسى يده. وتقول النصوص أن الرب حينها دفع البحر، بأن المياه انقسمت، فاتحةً بهذا الممر إلى صحراء سيناء

- في ذلك اليوم، أنقذ الرب إسرائيل من أيدي المصريين. ولمدة 6 أيام، غطت سحابة كثيفة الجبل، وتجلت عظمة الرب على جبل سيناء

- في اليوم السابع نادى الرب موسى. واعطاه الوصايا العشر التي ترسخ لتحالفه مع شعب إسرائيل

- ثم فرض الرب على موسى وشعبه 40 سنة من التيهان في الصحراء. مع نهاية السفر، صعد موسى على جبل نيبو من الجانب الأردني لنهر الأردن

- أراه الرب كل البلدان التي توجد من الضفة الأخرى للنهر، إلى غاية البحر المتوسط: صحراء النقب و واد أريحا

- وقال الرب: " هاهو البلد الذي وعدت به قسماً ابراهيم وإسحاق ويعقوب، وبهذه الشروط سأعطيه لخلفك." كان شعب إسرائيل قد وجد الأرض الموعودة

- Silence

- في 14 ماي 1948 ، أعلن بن غوريون عن نشأة دولة إسرائيل على أرض فلسطين، مجسداً بفعله ارادة منظمة ثيودور هيرزل الصهيونية

- المدافع منذ نهاية القرن 19 على فكرة عودة الشعب اليهودي لأرضه

- في مرسيليا، بوابة الشرق، كان القلق هو ما دفع 400 يهودي للصعود على باخرة بروفيدانس، بإتجاه هذ الأرض الموعودة نفسها

- أتى هؤلاء الرجال وهؤلاء النسوة والأطفال من المنطقة المحتلة من البريطانيين بألمانيا. هم الأكثر حظا من بين شعبهم، فقد سمح لهم رسمياً بالهجرة إلى فلسطين

- SIlence

- ينزل الملايين من اليهود الناجين من المحرقة على سواحل الدولة الجديدة، وفي قلوبهم نفس الأمل الذي كان منذ 50 سنة، عند هروبهم من المذبحة المنظمة الروسية ، وقد وجدوا في فلسطين ملجأ لهم

- لكن الحرب اندلعت فقد رفض التقسيم المطروح من طرف الأمم المتحدة من البلدان العربية

- ترك يهود المغرب العربي والشرق الأوسط بلدانهم للإلتحاق بدولة إسرائيل، كإسحاق الذي ترك مصر

- كان العيش جميلاً، كان الأمر بالنسبة لنا نحن الإسرائيليون والفرنكوفونيون والأروبيون كجنة صغيرة

- كنا نعيش حياة سهلة وجد مريحة ودون مشاكل

- كنا نحس بأننا مصريون، لكن كانت القدس في قلبنا

- عندما إندلع النزاع الإسرائيلي العربي سنة 1948 ، تغير الأمر كلياً، قلبت مصر الطاولة وانتزعت منا الجنسية المصرية

- واستقبلتنا فرنسا في مخيم العبور، بمرسيليا، في الساحة الكبيرة المشهورة التي كانت تسمى هناك بالمخيم

- بقينا هناك لمدة اسبوعين أو ثلاثة، إلى أن بعثونا مع الباخرة الأولى، عندما اعطوني الفرصة في الصعود على الباخرة. كنت وحيداً دوماً

- وصلت إلى إسرائيل، إلى هنا، في جوان 1950 ، كنت في 19 من عمري. عشت لمدة 6 أشهر تحت خيمة، لم تكن هنالك مساكن

- بعدها بكيت كالطفل، بكيت روحي. كنت أود أن أكل بيضاً

- أتذكر أن الخادم الذي كان في شقتنا قال لي:"بيض! وبكم بيضة! 3 أو 4

- لأنه لم يتوفر البيض هنا، وكنت مشتاقاً له، بعد 6 أشهر بدأت بالبكاء، كنت أقول:"لماذا جئت إلى هنا؟" وبقيت هنا 6 سنوات

- silence

- 1950 ، اطلقت الدولة اليهودية الفتية برنامجاً واسعاً لتطوير ارضها، معتمدة على هياكل جماعية، مشتركة بين المهاجرين الجدد

- الكيبوتز، هي مزارع إجتماعية كانت تعتبر حينها الدوافع الأساسية للإقتصاد الإسرائيلي الجديد

- كيبوتز سدي بوكر الذي انشئ سنة 1952 في قلب النقب، هو بمثابة القدوة. إعادة الحياة للأرض الأكثر قحولة في إسرائيل

- يحلم بن غوريون أن يجعل من سدي بوكر رمزاً، كما كان الحال مع دجانيا ، أول كيبوتز في الجليل سنة 1910 حين كانت الأرض فلسطينية

- إستقر به سنة 1953 ، وقسم وقته بين الصحراء والنص الإنجيلي، مغترفاً منه أسس المثالية الإسرائيلية

- "نعم ، سيجعل الرب من صحرائه جنة عدن ومن سهوبه حديقة الرب. سنجد فيها الفرحة والغبطة، و النعم وصوت الموسيقى."اشعياء 51-3

- Silence

- كان لابد من إنشاء هوية وطنية لم تكن موجودة

- ليس كالفرنسي الذي يسكن البيت الذي سكنته الأجيال قبله

- كان لابد من جمع أناس يأتون من كل أنحاء العلم وخلق هوية مشتركة. والشيء الوحيد المشترك كان الإنجيل

- وبما أن بن غوريون لم يكن متديناً، لم يرد إستخدام الدين كالشيء المشترك ولكن التاريخ اليهودي. التاريخ اليهودي كما جاء في الإنجيل

- كان حلمه النقب. لا شيء أخر

- لماذا النقب؟ لأن لا أحد سيطالب باسترداده، فهو خالي، لا يوجد فيه أحد، سوى بعض البدويين الذي كان يريد تهويدهم

- هكذا كان بن غوريون، كان دائما مصراً على تحقيق شيء ما

- يوجد كذلك ذلك الرجل الذي وصل إلى سدي بوكر منذ 30 سنة، بعد اقامته في فرنسا

- جاء والداي من أوكرانيا بعد الحرب العالمية الثانية. لماذا إسرائيل

- من دون شك من أجل الصهيونية، لأنهم كانا يهوديين، أو بكل بساطة لأنهما لم يملكا مكاناً أخر للذهاب إليه

- يوجد في سدي بوكر الكثير من ما يسمى الروح الإسرائيلية. لا نقوم بالأشياء في الأماكن التي يسهل فعلها فيها ولكن نفعلها رغم الظروف الطبيعية

- Silence

- يتحمل الكيبوتز الحياة الإجتماعية للجماعات وتربية الأطفال، ويقوم بتحسيسهم باكراً بالإستقلالية

- الأرض والتجهيزات ملك الكيبوتزيم. يعمل فيها الجميع ويتلقون نفس الراتب. تتخذ القرارات جماعياً

- يبقى سدي بوكر مسيراً بمبادئ المساواة هذه، لكنه يبقى أحد أخر الكيبوتزات التي تعمل بهذا المثال. فبالكاد 3% من الإسرائيلين يعيشون اليوم في الكيبوتز

- Silence

- شانتال مسؤولة عن الملابس في الكيبوتز. جاءت شانتال من الجزائر وهي طفلة مع عائلتها، في وقت إنشاء دولة إسرائيل

- هو مكان خاص لأن الكيبوتز بقي كما كان، لم يتغير

- هو الكيبوتز الوحيد الذي نوزع فيه الملابس إلى اليوم، فقد تغيرت كل الكيبوتزيم، يعطون أجورهم للناس وكل شخص يتصرف في ماله

- في بعض الأحيان يوجد أناس يقولون أتركنا نأخذ المال لنشتري ما نريد. لكن الأغلبية راضية وتفضل أن تبقى الحالة هكذا

- من المهم جداً لي أن يحصل الأطفال على ملابس جيدة وجميلة لهذا فأنا أعمال أكثر بكثير، كأن كل الأطفال هم ابنائي

- لدي الكثير من الإلتزامات للأطفال، واعتقد بأن كل شخص يعمل في الكيبوتز يحس بأن المكان ملكه فيبذل كل طاقته

- وهذا ليس بفضل الراتب بل يعود إلى تعلق عميق

- يجب دائماً أن نبقي فكرة اننا مالكون ولسنا عاملين

- تقول لي أمي أحياناً لماذا تسكنين هناك؟ فأنت تعملين مقابل لا شيء، ولا تملكين شيئاً، لا منزل ولا شيء، وأبناؤك لوحدهم تائهون

- ولكن الأن عندما ترى أن ابنائي اصبحوا أكثر إستقلالية من بنات وأبناء اخوتي، تفهم أن الحياة في الكيبوتز ليست ...ألو

- Silence

- انها ابنتي التي في الجيش، لقد بدأت منذ أسبوع ونصف، انهم ينامون في الخيام، انها تقول بأن البرد قارص ليلاً، ولا يستطيعون النوم. يجب التأقلم، إنه الجيش وليس

- Silence

- لقد فاز سدي بوكر برهان الأرض، ولكن بثمن الماء

- ماء شروب ات من الجولان والجليل، يمر على كل البلاد، أو ماء مستقدم من البحر الميت للزراعة بالماء المالح، وهذا ما يتميز به المهدسون الزراعيون للكيبوتز

- Silence

- أتيت بالماء إلى الصحراء وبالأنهار إلى السهوب لأشرب شعبي، المختار. هذا ما كان يقوله بن غوريون. الماء القضية الإستراتيجيات لأرض إسرائيل

- Silence

- أريحا والضفة الغربية وفلسطين. لقد اصدرت إسرائيل مرسوم يعتبر ماء الضفة الغربية مورداً إستراتيجياً تحت السيطرة العسكرية

- يستهلك الماء في الأغلبية من طرف المستوطنات اليهودية الموجودة هنا، أو ينقل مباشرة إلى إسرائيل

- عملية حجز للدولة العبرية التي تمنع الفلسطينيين من حفر أو تعميق الأبار. أصبح الماء الذي يمثل قضية حيوية للأرض الفلسطينية، في قلب مسار السلام

- Silence

- نحن هنا فوق هذ الأرض منذ أن خلقنا الرب. أرض خصبة، تنتج الزبدة والعسل

- فوق هده الأرض، لا يمكننا بناء حضارة دون ماء. الماء يطور الزراعة، والزراعة مرتبطة بالحضارة

- القرأن يقول : وجعلنا من الماء كل شيء حي

- Silence

- كانت زراعة الموز الحصاد الأساسي في أريحا. لم يكن يسقى بماء نهر الأردن، كنا نستعمل ماء عين، كانت توفر 10% من ماء الضفة الغربية

- يوجد جفاف حقاً، لكن الأبار العميقة التي حفرها الإسرائيليون حول العين، امتصت أكبر كمية مياه

- لقد سرقوا ماءنا وكما تعرفون فإن شجرة الموز تطلب الكثير من المياه

- عندما ينقص منسوب الماء يتقلص الإنتاج، اصبحنا مولودين جدد يحاولون البقاء على قيد الحياة

- أقدم مدينة في العالم، تعود إلى 10000 سنة، أريحا، هي اليوم مدينة عربية

- أقدم مدينة في العالم، تعود إلى 10000 سنة، أريحا، هي اليوم مدينة عربية

- مقاطعة أريحا هذه التي احتلتها إسرائيل منذ حرب 1967 ، عادت في ماي 1994 تحت سيطرت السلطات الفلسطينية

- لقد عادت الحياة فيها إلى نصابها بين الصعوبات اليومية والأمل في رؤية فلسطين تولد فيها يوماً

- Silence

- مخيم اللاجئين عقبة جبر على مخرج مدينة أريحا

- في سنة 1948 بعد إنشاء دولة إسرائيل، 700 الف فلسطيني فروا من قراهم، ووجد 60 ألفاً منهم ملجأً هنا، حيث استقبلتهم الأمم المتحدة

- وبعد هدنة قصيرة، دفعتهم حرب 1967 إلى المنفى، الاردن أو بلدان عربية أخرى

- Silence

- اليوم، يوجد في المخيم حوالي 4000 لاجئ. الأرض ملك الأمم المتحدة، كما هي المدارس والخدمات الإجتماعية في المخيم

- للاجئين الحق فقط في بناء منازلهم. هم يعملون في أريحا أو يعيشون من مساعدات الأمم المتحدة

- Silence

- كنت في السابعة من عمري عندما جئت إلى هنا. في البداية وضعنا في خيم أمام مصحة واخبرنا بأنه سيكون بإمكاننا إنهاء دراستنا

- ولكننا لم نستطيع الذهاب إلى المدرسة لأننا كنا نعيش في مكان عدائي وبعيد ومهجور

- بعدها جئنا هنا إلى هذا المخيم، لقد انتظرنا طويلاً ليتم بناء مساكن من الصلصال والطوب

- منذ أن طردنا من اراضينا، بقينا هنا

- Silence

- اتمنى إن شاء الله أن يكون المستقبل أفضل مما عشناه، لقد عانينا كثيراً وابنتي عانت أكثر لأنها مسؤولة عن عائلة متكونة من 9 أشخاص

- Silence

- نحن نحس أن ارضنا ليست ملكنا، لو كنا نملك أرضاً، لملكنا مدارس وليس فقط مدارس المخيم

- يجب أن نملك أرضاً وأن نكون شعباً واحداً. لماذا نحن متفرقون في الأردن وليبيا وسورية

- أنا إبنة كل فلسطين، ولست إبنة المخيم. الإنتظار في هذ الظروف شيء صعبٌ جداً

- في المخيم توجد نسبة رسوب عالية، هنا لا نهتم بالصحة والتربية. الشيء المهم هو المال، ولا شيء غير المال، ولكن المال لايأتي بشيء