- (صمت)

- (موسيقى)

- هنا يتفتح الصخر كالورد،

- ويتضوع عطر التاريخ

- ويتفتّق عن عظمة اليد البشرية الفنانة الماهرة.

- هنا ينام ملوك كثيرون

- وتجار أذكياء وعمال مهرة

- ونساء مزينات بالوشم والخلاخيل،

- وهنا تتكئ أرواح الأجداد

- على حواف الصخر والكهوف والمعابد،

- هنا البتراء.

- هنا من هذا الشق في هذا الجبل العجوز

- مر رعاة الفتنة وحفروا بأيديهم أمكنتهم

- ومضوا تاركين رائحتهم في الكهوف والمخابئ

- وشذاهم في الأروقة.

- هو ذا القصر والدير والخزنة،

- وهذه هي أصواتهم

- وغناؤهم في جنبات الصخر.

- سيدي الملك الحارث،

- ها هم رعاياك في عرنون وغزة

- يحتفلون بالملك العربي القائم في مواجهة الرومان،

- وها هم أبناؤك من إيلة حتى بصرى

- يشيّدون دولتهم الممتدة

- وها هم الأنباط يسيرون القوافل في كل صوب.

- (موسيقى)

- سيدي الملك الحارث

- ها هي دمشق تفتح يديها وذراعيها لك،

- لتحكمها وتقيم راية عربية عريقة فوق حصونها،

- لتكون ندا لروما

- وخصما عنيدا لها بكل أنفة وكل كبرياء.

- وأنت أيها الملك عبادة

- أيها الجند أيتها الخيل وأيها الرجال،

- أيّة مملكة هذه التي كتبت على الصخر تاريخها،

- ويا سيدي الملك الحارث الرابع

- الملقب بمحب الشعب،

- أي شعب هذا الذي استنبط الحياة من الصحراء

- وصنع حدائقه من الصخر،

- وزرع وردة جميلة باهرة اسمها البتراء.

- (موسيقى)