- (صمت)

- شكل المدماك الأساسي للصراع العربي والفلسطيني مع إسرائيل

- والذي عكس في جوهره وأبعاده حقيقة الحركة الصهيونية

- كحركة عنصرية ربطت موقفها و نشاطاتها مع المحاور الإمبريالية الإستعمارية وفي خدمتها ضد حركة التحرر الوطني.

- هو وعد بلفور أو الوعد المشؤوم الذي أعطى فيه من لا يملك لمن لا يستحق

- وذلك بناءً على المقولة المزيفة:

- أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.

- كان ذلك من خلال رسالة وجهها وزير خارجية بريطانيا آرثر جايمس بلفور إلى اللورد اليهودي روتشيلد

- يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين و كان نص الرسالة:

- عزيزي الورد روتشيلد،

- يسرني كثيراً أن ابلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته التصريح التالي

- الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة و أقرته:

- إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين

- وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتي بعمل

- من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة اليوم في فلسطين،

- و لا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى

- وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الإتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.

- المخلص آرثر بلفور.

- إذن هو تصريح قلب وجه المنطقة،

- ولعل ما عزز أيضاً تسميته بالوعد هو تضمينه في صك الإنتداب البريطاني على فلسطين عام22 من القرن المنصرم.

- وهو ما يعد تجاوزاً فاضحاً للقانون الدولي، الذي يعارضه صراحة بسط السيادة البريطانية خارج أراضيها وعلى غير رعاياها ومواطنيها.

- فكيف يكون الأمر عندما تقوم بريطانيا بوعد اليهود بوطن قومي في فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني المتواجد في أرضه و بلاده منذ آلاف السنين.

- وعلى الرغم مما حمله التصريح من إشارات توحي وكأن الوعد جاء لأسباب إنسانية أكثر منها سياسية،

- إلا أنه ومن الناحية القانونية يعد اليهود بوطن قومي في وقت لم يكن لبريطانيا اية صلة قانونية بفلسطين،

- بل جاء التصريح ليشكل بداية بريطانية تهدف لإحتضان المشروع الصهيوني وإقامة الدولة اليهودية خلافاً لمصالح الفلسطينيين الوطنية.

- و بالفعل جسدت بريطانيا ومن خلال انتدابها لفلسطين بين عامي 22 و 48, الإنحياز الكامل واالمطلق لجانب الحركة الصهيونية

- و سرعان ما تمكنت تلك الحركة من تشكيل دولة داخل الدولة.

- ومع حلول العام 1939,

- لم يبق أمام هذه الدولة سوى التجسيد السياسي بعدما استحوذت على الإهتمام والرعاية المطلقة،

- ناهيك عن المشاريع الكبرى ونقل رؤوس الأموال اليهودية إلى فلسطين،

- وقامت ببناء جيشها في المنظمات الإرهابية التي ارتكبت أبشع المجازر بحق الفلسطينيين على مر السنين بهدف تهجيرهم.

- وبذلك لم يكن تصريح بلفور تصريحاً عابراً بقدر ما كان وعداً حقيقياً من بريطانيا للحركة الصهيونية.

- وبالفعل تم تجسيده ميدانيا و ذلك بعد الإعلان عن قيام الدولة الإسرائيلية في الخامس عشر من مايو عام 48,

- وهو تاريخ نكبة فلسطين وتشريد أهلها.