امبرتو ايكو هو واحد من أكثر المؤلفين الإيطاليين المعترف بهم عالميا بفضل كتاباته العلمية والأدبية. ولد في الخامس من جانفي 1932 بألسندريا في إقليم بييمونتي ودرس في مدينة تورينو حيث نشأ ترعرع في وسط كاثوليكي. بعد مشاركته في أنشطة جمعيات الشباب للعمل الكاثوليكي، قام بالإبتعاد عن الوسط الديني، بعد أن قادم اطروحته في الفلسفة حول توما الأكويني. وقد أدى هذا العمل في جامعة تورينو تحت اشرف لويجي برايسون، أحد أشهر الفلاسفة الإيطاليين في زمانه، متخصص في كارل ياسبرز والوجودية الألمانية. سرعان ما أظهر انتقائية فكرية كبيرة. ويركز بحثه أيضاً على المدرسية الفلسفية للقرون الوسطى التي يحتفظ بها الفن الطليعي أو هنا أيضاً الثقافة الجماهيرية. يكرس لكل موضوع من هذه المواضيع، العديد من الكتب المشهود لها. وقد استفادت من هذا مسيرته الأكاديمية التي بدأت في عام 1961: يدرس في تورينو وميلانو وفلورنسا. و قد أدت به انتقائيتة إلى أن لا يبقى محصوراً في الأوساط الأكاديمية. فساهم في مجلة "اسبرسو" منذ تأسيسها في عام 1955 واشتغل لدار النشر بومبيري منذ عام 1959. بعد ذلك، ساهم في العديد من الصحف: ايل جيورنو، لا ستامبا، ايل كورييري ديلا سيرا، لا ريبوبليكا أو حتى، ايل مانيفستو. بعد ذلك، ساهم في العديد من الصحف: ايل جيورنو، لا ستامبا، ايل كورييري ديلا سيرا، لا ريبوبليكا أو حتى المانيفستو. وانجذابه إلى وسائل الإعلام أدى به حتى إلى العمل في المركز الثقافي للتلفزيون الإيطالي (RAI) لفترة من الوقت.

 

فرض نفسه في مجال العلوم بالكتاب الذي نشره في 1968 الذي يحمل عنوان "لا ستروتورا اسنتي" (الهيكل الغائب)، على أنه أحد الرواد الذين تحدثوا عن السيميائية. أنشأ مجلة "فيرسوس. كودريني دي ستودي سيميوتك" في 1971. اطروحته عن السيميائية العامة (تراتو دي سيميوتكا جينيرالي) يقدم في 1975, تلخيصاً نظرياً أساسياً في تحليل العلامات. في هذه السنة، تقلد منصب السيميائية في جامعة مدينة بولونيا. تهاطلت عليه الدعوات إلى كبرى الجامعات الأوربية والأمريكية. تطور عمله تدريجياً نحو وضع نظرية السرد والأدب. وقد كرس نفسه بصفة خاصة لدراسة التلقي في "لكتور فابولا" التي نشرت في 1979, والتي أصبحت مرجعاً مهماً. وواصل دراسته في هذا الموضوع وتعمق فيه بنشره للعديد من المقالات الأدبية.

 

وإن كانت اعماله قد حققت له الإعتراف العلمي الدولي، فشهرته صارت أكبر بمؤلفاته الروائية. وتقدم رواياته غالباً على أنها صدى أدبي لانشغالاته العلمية. يستحضر الكاتب إلهاماً مستوحى من "غروبو 63"، حركة طليعية جديدة للأدب، بدأت في صقلية التي تدافع عن التجريب في القصة المنهجية. وفي الواقع، روايات ايكو ليست دائماً في متناول الجميع، لكن رواياته الأولى "ايل نوما ديل روزا" التي نشرت في 1980, لاقت نجاحاً عالمياً. فالتحقيق الذي قام به الراهب فرانسيسكان غيوم دي باسكرفيل في دير البينديكتين الذي يعود إلى القرن الرابع عشر، قد تم نشره في 17 مليون نسخة و قرئ في 47 لغة . وكان النجاح في الموعد أيضاً لرواية "إيل باندولو دي فوكو" التي مثلت في 1988, هجاء لعلم الروحانيات ولنظرية التآمر. وقد تلقت رواياته الأخرى، "ليزولا دل جيرنو بريما" (1994)، "بودولينو" (2000)، "لا مستريوزا فياما دلا رجينا لوانا" (2008) و """إل سيميتييرو" (2010)، هي أيضاً نجاحا باهرا وحققت أكثر المبيعات، وترجمت إلى العديد من اللغات. امبرتو ايكو، عضو في الأكاديمية المرموقة "لينساي"، و دوكتور فخري لثمانية وثلاثين جامعة في العالم، مؤلف لكتب وافراة جعلت منه واحد من كبار المفكرين للنصف الثاني من القرن العشرين.

 

 

Franco Forchetti, Il segno e la rosa. I segreti della narrativa di Umberto Eco, Roma, Castelvecchi, 2005

Anna Maria Lorusso, Umberto Eco. Temi, problemi e percorsi semiotici, Roma, Carocci, 2008

Sandro Montalto (a cura di), Umberto Eco: l'uomo che sapeva troppo, Pisa, ETS, 2007