يدخل في صميم مهام المعهد الوطني السمعي البصري منذ تأسيسه العام 1974 حفظ الصور والشرائط الصوتية الخاصة بقنوات الإذاعات والتلفزيونات الوطنية الفرنسية ونقلها ناهيك عن إحيائها ومشاركتها مع أكبر عدد ممكن من النّاس. يشكّل المعهد الوطني السمعي البصري مرجعية في الأرشفة الرقمية وتثمين قاعدة المواد السمعية البصرية.

 

اختار المعهد الوطني السمعي البصري الرائد في مشروع ماد مام أكثر من 600 وثيقة من الأرشيف تعكس تاريخ المتوسط منذ تراث بروفانس العريق والريفيرا الفرنسية حتّى رهانات "الربيع العربي" الحالية، مروراً بالحقبات الاستعمارية الفرنسية في المشرق والمغرب العربيين في خلال النّصف الأوّل من القرن العشرين.

 

كثيراً ما يرِد موضوع المتوسط ويتم التطرق إليه في البرامج التلفزيونية والإذاعية. ومن بين المجموعات البارزة، نشير إلى السلسلة الرمزية ألا وهي "المتوسط" التي موّلها في العام 1976 مكتب البث الإذاعي للتلفزيون الفرنسي ORTF بإنتاج مشترك مع راديو تلفزيون إيطاليا RAI، وهي تضمّ 12 حلقة موضوعية تَطرح للمرّة الأولى نظرة شاملة للفضاء المتوسطي بالإستناد إلى أعمال المؤرّخ فرناند بروديل Fernand Braudel. وخير مثال على التلفزيون العابر للحدود البرنامج الدوري المتخصص "المتوسط" Mediterraneo الذي أطلقه في العام 1994 الصحفي سامبييرو سانغينيتي Sampiero Sanguinetti بإنتاج مشترك بين محطات مارسيليا Marseille وأجاكسيو Ajaccio لصالح قناة فرنسا 3 France 3 ومحطة تيليجورنال ريجيونالي TGR باليرمو Palermo لصالح راديو تلفزيون إيطاليا بالاشتراك مع محطات أخرى في المتوسط. ويتيح هذا البرنامج اكتشاف مجمل الفضاء المتوسطي فيلغي الأفكار السائدة.

 

وتشكّل إذاً صور المتوسط والشرائط الصوتية الشاهدة على الأحداث التي عصفت بالمتوسط وعلى الرجال الذين سكنوه ذاكرةً جماعية. وتعرض هذه الذاكرة على الأجيال الشابة اليوم بعد أن أضاء عليها عن بعد باحثو العلوم الإنسانية والاجتماعية وقدّموا انتقاداتهم.

 

 

 

ماكسيم سانسون- مساعد مديرة مشروع ماد مام

 

ماري كريستين هالياس سار- أمينة التوثيق