فرنسا في وسائل الإعلام المغربية: الخطب، معانيها وتصويرها

مقدمة

 

يعد تصوير فرنسا في وسائل الإعلام المغربية عملية دقيقة ومثيرة للاهتمام. دقيقة لأنها تحاول رغم المخاطر الذاتية والموضوعية للبعض إظهار الصورة التي تكونها وسائل الإعلام لا بل الشعب المغربي عن فرنسا، أسلبية كانت أم إيجابية. ومثيرة للاهتمام إذ تتيح دراسة الخصائص المعنوية النحوية والاجتماعية اللغوية والتواصلية لكل صفة أو كلمة تشير إلى "فرنسا" أو "فرنسي". ويسمح ذلك باظهار الوجود على مستوى إنتاج الخُطب وإدراكها وتلقيها. هذه هي مسألة بناء المعنى وبالتالي فهي مسألة تصوير الملاحظات والتغيرات التي تطال هذه العملية في الزمان والمكان وعبرهما، وهذا ما يعطي الدراسة طابعًا تحليلياً يصل بين عدد من التخصصات والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
 
لا يُبنى مفهوم التصوير في وسائل الإعلام والبث بل يُبنى في الضمير ومن خلال التواصل بين الأفراد ولقاء اللغات والمجتمعات والثقافات. وبالتالي يساهم التصوير الناتج عن الخطاب الإعلامي بشكل خاص في بناء المعنى وديناميكيته. غير أنه قد يؤدي إلى إيجاد معان أخرى تختلف عن تلك المتعارف عليها في اللغة العامية واستخداماتها. ويظهر الهدف من هذا العمل في الفرضيات التالية:
- تشكل وسيلة الإعلام مجالاً متعدد الوسائط تترابط فيه عدة عوامل تفتح مجال التنافس بين المعنى وعملية بنائه.
 
- تسمح وسيلة الإعلام، بحسب تصنيفها وأساليبها، بإنتاج المعنى وبلورة طريقة تلقي الرسالة وفقاً للعلاقات بين الأفراد والجماعات والمجتمعات المختلفة.
- تسيطر وسيلة الإعلام على المحتويات الدلالية والعلاقات الاجتماعية وفقًا للاستخدامات الخطابية والممارسات الاجتماعية الثقافية. يسلط هذا الضوء على مفاهيم العلاقة والاتصال والخلاف ويؤدي إلى إنتاج المعاني والأنواع والمساحات لا بل إلى إعادة إنتاجها.
 
وفي الواقع، يساهم الإعلام في إقامة علاقات اجتماعية بين الثقافات المختلفة وداخلها، مما يجعله مكان تواصل وتقارب بين الثقافات واللغات والمجتمعات والهويات والديانات والسياسات والأنواع الاجتماعية وغيرها. ولكن إذا كان التفاعل بين الثقافات المعتمد في المقاربة الثقافية يصف السلوكيات المختلفة، لا سيما عند التواصل الشفهي في علاقات الأفراد والثقافات ويفسرها فسنهتم إذاً بهذه الظاهرة على أنها نتيجة الاتصال عبر وسائل الإعلام ونتاجه. 
ارتكزت الدراسة على مقالات صحافية عامة ومستقلة منقولة عن:
- صحف يومية مثل مغرب اليوم (من 2004-8)، والصباح (2005- 12) والبيان (2007-8) والتحرير (2008-9)
- مجلات وأسبوعيات مثل تيل كيل (2007-12)

أُخذت معظم المقالات من الصحف الموجودة على شبكة الانترنت ويمكن الدخول إلى "أرشيفها". أما في ما يتعلق بالناحية السمعية البصرية، فلقد استعانت هذه المقاربة بالتحقيقات الصحفية وأفلام محطتي التلفاز المغربيتين 2M و SNRT الموجودة في قاعدة بيانات معهد السمعيات والبصريات الوطني للمتوسط. كان الهدف من ذلك تصوير موضوع الدراسة بشكل أو بآخر والتنبه إلى معنى الكلمات المستخدمة لتسمية المصطلحين "فرنسا" و"فرنسي" ووصفهما وتحديدهما في وسائل الإعلام المغربية. يمكن أن يأتي التصوير كما التصنيف من التسمية ولذلك تظهر الحاجة إلى معالجة هذه الأخيرة إذ تقرّبها المعايير اللغوية والتواصلية والمرجعية خصوصاً إلى حدّ ما من الإسم العلم (كليبر: 1981، جوناسون: 1994). ويمكن لهذا التصوير أن يكون لغوياً واجتماعياً ثقافياً وثقافياً بينياً وسياسياً واستراتيجياً.

 

مقدمة

١- الكلمات والمساحات: وظيفة مرج...

٢- فرنسا اليوم أم نقيضها؟

الخاتمة

المراجع

مراجع المواقع الالكترونية

ملخص

يعد تصوير فرنسا في وسائل الإعلام المغربية عملية دقيقة ومثيرة للاهتمام. دقيقة لأنها تحاول رغم المخاطر الذاتية والموضوعية للبعض إظهار الصورة التي تكونها وسائل الإعلام لا بل الشعب المغربي عن فرنسا، أسلبية كانت أم إيجابية. ومثيرة للاهتمام إذ تتيح دراسة الخصائص المعنوية النحوية والاجتماعية اللغوية والتواصلية لكل صفة أو كلمة تشير إلى "فرنسا" أو "فرنسي". ويسمح ذلك باظهار الوجود على مستوى إنتاج الخُطب وإدراكها وتلقيها. هذه هي مسألة بناء المعنى وبالتالي فهي مسألة تصوير الملاحظات والتغيرات التي تطال هذه العملية في الزمان والمكان وعبرهما، وهذا ما يعطي الدراسة طابعًا تحليلياً يصل بين عدد من التخصصات والعلوم الإنسانية والاجتماعية...

كاتب

Lachkar Abdenbi
أستاذ جامعي مختص في علوم الإتصال، جامعة إبن زهر أكادير