تشمل الغابات المتوسطية​ الأحراج المنتشرة حول المتوسط ​​بالإضافة إلى تلك الواقعة في ولاية كاليفورنيا، وفي مناطق من تشيلي وجنوب أفريقيا وأستراليا. ومع ذلك، حدد علماء النبات والأحراج والجغرافيا غابة خاصة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين. وتنتهي حدود هذه الغابة من جهة الغرب عند سواحل المحيط الأطلسي في المغرب العربي وشبه جزيرة إيبيريا. وتختفي هذه الغابات تدريجياً في جنوب المنطقة وشرقها لتحل محلها الصحراء. أما من الشمال، فتثير حدودها مع غابات جبال الألب أو أوروبا الوسطى الجدل. هل ينبغي اختيار المعايير الحيوية والمناخية أو التحديد النباتي وفق مناطق أشجار الزيتون وأشجار السنديان مثلا؟ يُصعب في الواقع ترسيم هذه الحدود، لأنها بالدرجة الأولى خاضعة للتأثيرات الجبلية والمحيطية التي تخترق على نطاق واسع حوض المتوسط من جهة، ولأنّ الغابة المتوسطية متنوعة جداً، إذ تتألف من أنواع مختلفة من الصنوبر والسنديان والأرز ومن نباتات غنية ومنتشرة أينما كان. وغالبا ما تُضاف إلى الحدود غير الواضحة والمتغيرة تشكيلات شبه حرجية تكثر فيها الشجيرات وتسودهانباتات شوكية وكثيفة (على تربة صوانية) أو الشجيرات (على تربة كلسية) بالقرب من غابات الأشجار الصغيرة أو الهرمة. ومع أنّ غابات المتوسط متنوعة جدا إلا أنّها تتشارك بعض الخصائص المميزة، مثل قلة ارتفاع أشجارها، حتى الهرمة منها، وسهولة اندلاع الحرائق بسبب كثافة النباتات الحرجية والتشكيلات شبه الحرجية. بالإضافة إلى ذلك، لهذه الغابات نظام بيئي خاص يحدده المناخ المتوسطي ​​(ويتميز بموسم جاف وحار، وموسم بارد أكثر رطوبة، وتساقطات غزيرة أحيانا) وأتربة متنوعة غالبا ما تعاني الانجراف ونقص الدبال. ومع ذلك، يبقى نظام الغابات البيئي معقداً لارتباطه بتأثير المناخ والتربة ودَور البشر. هذا وشكلت الغابة على مدى فترات طويلة رهاناً اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً بارزاً، ولا سيّما في منطقة المتوسط حيث تقع الغابات في صلب ممارسات اجتماعية واقتصادية كثيرة أثرت عميقا في النظم البيئية الحرجية، وعلى رأسها استخدام الخشب والحطب والمنتجات الثانوية وقطف الثمار والنزهات والنشاطات السياحية وغيرها.