- Silence

- إذا فلنتمعّن جيّدًا هنا في كبار السّفراء الذّين بعثهم السّلطان العثمانيّ لتهنئة الملك لويس الخامس عشر الذي كان فتيّ العهد حقًّا. كان يبلغ من العمر 11 سنةً فقط. لقد أرسلهم لتهنئته بمناسبة اعتلائه العرش

- فكانت هذه المناسبة، إن سمحت العبارة، فرحة كبرى بالنّسبة لفرنسا بسبب رؤية شخصيّة تأتي من عالم آخر مختلف تمامًا. هي شخصيّة ترتدي ملابسها بطريقة مغايرة تمامًا للمألوف. لقد كان هذا الأمر خارقًا للعادة بالنّسبة للفرنسيّين

- Silence

- فلتبدوا إعجابكم بأسلحة الدكتور زيتراركي الذّي قضّى 44 سنةً بمصر. وقد أعطتنا ابنته جميع أسلحته

- إنّها حقًّا أسلحة جميلة جدًّا. انظروا، يمكنكم أن تروا هذا الدّرع وهذه الخوذة التّي لبسها الصّليبيّون

- Silence

- لقد وجدنا العديد من الأشياء ضمن مجموعة التّحف في مدينة مرسيليا. ولكنّ مرسيليا هي باب المشرق

- ؟كيف قمتم بتصميم هذا العرض

- أوّلاً، ليس هذا العرض عرضًا علميُّا أو عرضًا تعليميًّا. هو فقط عبارة عن حلم. هي وجهة نظر أحد سكّان مرسيليا الذي حلم بالمشرق طوال فترة طويلة

- فمنذ بداية القرن السّابع عشر والثّامن عشر، هاجر العديد من سكّان مرسيليا إمّا من أجل جمع الثروات أو من أجل زيارة أماكن سمعوا أنّها أماكن ساحرة

- ؟وكيف تمكّنوا من إيجاد كلّ هذه الأشياء

- لإيجاد كلّ هذه الأشياء؟ حسنًا، حملها جامع التّحف الخياليّ في حقائبه مثلما نقتني اليوم بعض الهدايا التّذكاريّة من بريطانيا أو باريس

- وقد جلب معه قطعًا مدهشةً ورتّبها بشكل ينمّ على كثير من الحبّ في واجهات زجاجيّة وحسب نظام معيّن. وقد أحاط نفسه بكلّ هذه الأشياء حتّى يجعل من منزله مكانًا يذكّره بهذه البلدان في المشرق

- Silence

- اختار كل أمين عنوانًا محدّدًا بشكل دقيق اقترحه على السّيد رئيس البلديّة، ما عدى كنوز متحف الجزائر الذّي كان مساهمةً خاصّةً من السّيد رئيس البلديّة

- الذّي يسعى، كما تعلمون، منذ بضع السّنوات إلى توطيد ودعم العلاقات ليس فقط على المستوى التّجاريّ بل أيضًا على المستوى الثّقافيّ مع الجزائر

- ؟إذا في ما يخصّكم، قمتم باقتراح بيّة. ما الهدف من ذلك

- لأنني أعرف بيّة منذ بضعة سنوات. لقد أتيحت لنا الفرصة لاقتناء إحدى مؤلفاتها منذ خمس أو ستّ سنوات

- كما أتيحت لي فرصة مشاهدة البعض من لوحاتها الفنيّة. إنّني أعتبرها الفنّانة الجزائرية المعاصرة التّي أثارت اهتمامي حقًّا وهي تتمتّع في بلدها بشعبيّة كبيرة

- من بين روائع اللّوحات التّي تُصوّر الجزائر، نجد حتمًا أسماءً مشهورةً في عالم الرّسم الفرنسيّ مثل دولاكروا، مثل

- نعم، لدينا لوحة رائعة ممضاة دولاكروا وعمل فنيّ جميل للغاية من إمضاء سيسلاي، كما لدينا عمل متألق لأوديلون ريدون الذّي اخترناه ليظهر على الإعلان

- ؟بيار بونار، أيضًا

- نعم، بيار بونار. ولوحة خلاّبة من إمضاء ماركي. الخليج الجزائري الرّائع. في نهاية الأمر، أعتقد أنه لا يمكننا إلاّ تشجيع عامّة النّاس للقدوم من أجل الاطّلاع على هذه التّحف التّي تدخل فرنسا للمرّة الأولى منذ الاستقلال

- Silence

- أصبح السّفر إلى الشّرق موضة بعد زيارة دولاكروا، أعني سفر دولاكروا في الثّلاثينات

- وجد الفنّانون الذّين كانوا في العادة يقصدون إيطاليا للتّكوين أنّ أضواء الشّرق أكثر ملاءمة لهم من أضواء إيطاليا وانطلاقًا من ذلك الحدث تكوّنت أجيال متعاقبة من الفنّانين الذّين زاروا الشّرق

- ؟كيف كانت ردّة الفعل الأوليّة للجمهور بخصوص هذه العروض

- حسنًا، تعلّقت ردّة الفعل الأولى برؤية هذا الكمّ الهامّ من الفنّانين بما أنّه قد حضر 66 فنّانًا. بالإضافة إلى العديد من الأسماء غير معروفة

- على كلّ، نحن نعرض أحيانًا، يمكنني أن أقول في حوالي ثلاثة أرباع الحالات، نحن نعرض لوحات تشكيليّة غير معروفة تمامًا متأتيّة من مخازن المتاحف أو من عند جامعي اللّوحات الفنيّة

- ؟إذا كيف وجدتم كلّ هذه اللوحات

- حسنًا، نقصد جامعي اللوحات، نتّصل بكلّ الأشخاص المهتمّين بالفنّ الشّرقيّ، أغلب اللوحات الفنية متأتيّة من هؤلاء الأشخاص

- بحثنا تقريبًا في جميع مخازن المتاحف الفرنسيّة

- ؟هذا كل شيء؟ لم تكونوا مضطّرين إلى غربلة بعض الوثائق؟ هل قدّمت إليكم الجرائد يد المساعدة فيما يخصّ بعض المجموعات القديمة

- نعم، البعض من جرائد عصر الإمبراطوريّة الثّانية التّي تصف اللّوحات المعروضة والتّي نجدها بالفعل هنا

- Silence

- لم أشاهد إلى حدّ الآن سوى أربعة معارض فقط من مجموع البرنامج المميّز والمتكوّن من 17 معرضًا. لذا سأحتفظ برأيي لتقديمه في النّهاية

- ما يمكن أن أقوله هو أنّني قد أتيت إلى هنا للاستفادة من هذه المعروضات ولمحاولة تكوين نظرة جديدة حول ما نسمّيه الحوار بين الشّمال والجنوب

- نتحّدّث كثيرًا عن الحوار بين الشّمال والجنوب في ما يتعلّق بالجانب السّياسيّ والاقتصاديّ. ما أصبو إليه هو وضع أسس قراءة ثقافيّة بما كلّ ما تحمله الكلمة من معنى

- وأتمنّى إيجاد معلومات وأدوات بصريّة تستطيع توفير مفاتيح جديدة لي لفهم هذا الموضوع

- في كل الأحوال لقد رأيت أربعًا منها. مثلاً، اكتشفت بية الكنتيني. لقد رأيت روائع متحف الجزائر. من خلال مشاهدة هذه التّحف الفنيّة فقط

- ؟كيف كان إحساسك؟ كيف تلقيّتها

- في البداية، أعتقد أنّه من المهمّ أن نُخرج من أعماق المتاحف وأن نزيل الغبار عن هذه الأعمال واللّوحات التّشكيلية التّي تمّ إهمالها ونسيانها بسبب التّمييز الثّقافيّ

- هذا بدون أدنى شكّ نتيجة التّفكير الاستعماري السّيء الذّي ألقى بهذه الأعمال في هاوية النّسيان الثّقافيّ. إذًا، فمن المهمّ أن نستطيع إعادة قراءة كلّ هذا

- ما لم أشاهده بعد، ما أنتظره، ما أتمنّى إيجاده في معروضات أخرى، هي كذلك أسئلة وأجوبة متعلّقة بواقع المشكل بين الشّمال والجنوب

- آمل ألا يكون تنظيم مثل هذه المعارض هو فقط لإلقاء نظرة على الماضي. فأنا أبحث كذلك عن أجوبة خاصّة بمستقبل هذا الحوار بين الشّمال والجنوب سواءً كان ذلك في المجال الثّقافيّ أو غيره

- لا أعرف إن تواجدت مثل هذه المعارض، آمل أن أجد مثلها

- Silence